أَنَا المًجْنونْ
/
أََنَا المَجْنُونُ يَا سَمْرَاءُ
وَأَنْتِ الجِنُ وُالسِحْر
أَنَا السَارِي بِلَيْلِ الحُزْن
لاَ شَفَقُ وَلاَ فَجْر
وَيَا كُلَّ شِعري
ويا كُلَّ عُمري
شَوْقي رَاغِفٌُ غَمْر
عَلَى وَادِي القَرْيَة
لَبَيْتُ لَمَا هَاجَنِي الذِكْر
فَرُحْت أزُفُّ يقيناً
أزُفُّ دموعاً
أضمُّ خطوطًا
أضُمُّ الصُّورْ
سَلِي الوَادِي
كَمْ نَثَرْتُ شُعوري عَلى أرضكمْ
ونتَّفتُ رِيشِي فِدَى عُمركمْ
سَلِيه تَشْهَدُ لِي الطَيْر
وَيَشْهَدُ القَمَر
وغنَّيتُ حُبّاً فَلاَنَ الحَجَر
رَوَاه اللَيْل لِلسِمَار
مُنْسَكِبًا بِدَمْعِ الوتَر
أَنَا المَجْنُون
وَصَحَارِي كُلُهُ العُمْر
لَوْ لاَ كِ زَمَانِي عَلْقَمًٌُ مُر
وَعَجْرَاء كُلُهَا الخَوَاطِر
حِينَ يَجُوبُنِي الكُفْر
شِفْرٌُ هِي الزَفًرَات
لَوْ لاَ حُبِكِ الطُهْر
كُلِي عِشْقٌُ فِيك
إِحْتارَ الكلامُ وزاغَ البصَر
تَغَنَينَا بِالهَوَى عَلَهُ سِر
تَسَاقَيْنَا كُؤُوسَ خَمْرَتِه
فَأَذَاعَ هَوَانَا السُكْر
يَا وَادِي القَريَة ثَانِيَةً
سَأَلْقَاهَا وَلاَ سِتْر
إِنْ تُلْقِي مَعَاذِرُهَا
يَرْفُضُ عُذْرُهَا العُذْر
أَنَا المَحْمُومُ يَا سَمْرَاء
فَهَلْ لِي وَاحَةٌُ بِكْر
أَنَا الظمآن وَأَنْتِ المَاء
وَالجَمْرُ
لازلتُ أذكرُ كلَّ عناقٍ
على أرضكُمْ
وكلَّ كلامٍ
وكُلَّ سَمَرْ
ومِنْ مُقلتَيَّ بعثتُ جنوداً
تجوبُ الحُقولَ وتجني الثَّمَر
سَيُورِقُ بِالضُحَى دَرْبُنَا
وَيُفْنَى البُعْدُ النُكْرُ
وَأُغَنِي لِقَاءُنَا فَيَلِينُ الحَجَر
أُلاَمِسَ بِشِعْرِي حُدُودَ السَمَاء
وَأَصِل حُدُود الشُمُوس
فَأَكُون أَمِيرًا بِأَرضِ الغَجَر
فِي عَيْنَيْكِ يَا عَذْرَاء
يُبْحِر بِالهَوَى العُمْر
/
أسودْ